قام فادي غندور بتمهيد الطريق لتوسع روّاد ووصولها لمنطقة "بُدرس" في فلسطين، وذلك بعد حديثه عن مؤسسة روّاد التنمية في TEDxRamallah في عام 2011. قام عايد مُرّار، أحد قادة المجتمع المحلي والذي كان حاضراً أثناء الحوار، والذي أجريت معه مقابلة في الفيلم الوثائقي "بُدرس"، بالحديث مع فادي غندور، الأمر الذي سرعان ما أدى الى إنشاء صندوق صغير للشباب في "بُدرس" بالشراكة مع وائل قصيص- مدير أرامكس في الضفة الغربية. وبحلول عام 2014، مكّن الصندوق 89 شاباً من الحصول على فرصة التعليم في الجامعات والكليات مقابل تقديم ساعات خدمة مجتمعية في "بُدرس" والقرى الأربع المجاورة: قبيه، وشقبه، ونعلين، ودير قدّيس. هذا، وتقع جميع القرى الأربع في حيّز المنطقة "ج"، حيث تهمّشت الأراضي هناك بسبب وجود الجدار العازل "الإسرائيلي"، ونتيجة لتوسيع "موديعين"؛ واحدة من أكبر المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وفي عام 2016، بلغ عدد المستفيدين من الصندوق 155 شاب وشابة.
تعمل روّاد فلسطين مع الشباب والأطفال والنساء في خمس قرى تقع في الغرب من رام الله. حيث كانت كل من: بُدرس، وقبيه، ودير قدّيس وشقبه جزءا من مدينة الرملة قبل أحداث النكبة الفلسطينية عام 1948، وقد تم لاحقاً ضم هذه القرى الى مدينتي رام الله والبيرة، وذلك بعد خسارة الآف الدونمات بسبب الاحتلال الإسرائيلي. حيث تعد هذه القرى مناطق منكوبة، اذ يعاني سكانها من الفقر بمختلف أشكاله ومن نقص حاد في الخدمات الأساسية.
بُدرس
بلغت مساحة المنطقة الأصلية 12000 دونماً. أما اليوم، فلا يسع لقرية بُدرس الا المطالبة بملكية 7935 دونماً بسبب الاحتلال الإسرائيلي والمصادرة المنظمة للأراضي الفلسطينية. ومع عدد السكان الذي يبلغ حوالي 2000 نسمة، تعاني القرية من ارتفاع معدلات تسرّب الطلاب من المدارس والفقر والارتفاع الهائل في معدلات البطالة (بنسبة 40%). كما تفتقر القرية الى وجود شبكات سليمة للصرف الصحي، فضلاً عن الانقطاع المتكرر للكهرباء والمياه.
قبيه
يصل عدد سكان قرية قبيه الى 7000 نسمة، وهو عدد يفوق عدد سكان القرى المحيطة بها. كما أنها القرية الوحيدة في غرب رام الله التي تفتقر الى الأراضي الزراعية وإلى العديد من المرافق الأساسية؛ مثل نظام الصرف الصحي وإنارة الشوارع.
نعلين
امتدت أراضي قرية نعلين الى أكثر من 58000 دونماً في الفترة قبل عام 1948. أما اليوم، فلم يتبقى سوى 9000 دونماً. هذا، ويقطن في قرية نعلين ما يقارب ال 5400 شخصاً.
دير قديس
تغطي قرية دير قديس مساحة قدرها 9500 دونماً، الا أنه لم يبقى منها سوى 6000 دونماً نتيجة لمصادرة الأراضي لبناء المستوطنات والجدار العازل الإسرائيلي. ويبلغ عدد سكان دير قديس 2300 نسمة.
شقبه
يسكُن نحو 4500 فلسطينياً في قرية شقبه، والتي تمتد على مدى 13850 دونماً.
برنامج تمكين الشباب
شكل برنامج تمكين الشباب نواة عمل مؤسسة روّاد فلسطين، مع التركيز على تعزيز المشاركة المدنية للشباب، وعلى بناء شبكات داعمة في القرى الخمس.
في البداية، قُدَّمَت 30 منحة دراسية لطلاب قرية "بُدرس"، وبعد ذلك تم تقديم مزيد من المنح الدراسية لطلاب آخرين من القرى الأربع الأخرى، ليصل بذلك عدد المنح المقدمة الى 89 منحةً دراسية. وبطبيعة الحال، يتعيّن على الشباب والشابات المستفيدين من المنح تقديم أربع ساعات في خدمة المجتمع أسبوعياً، كما يستفيدون أيضاً من البرنامج الإثرائي من خلال برنامج "دردشات" الثقافي الأسبوعي، ومن ورشات تعزيز مهارات الأعمال، والتي تقوّي سبل التواصل ومهارات بناء الفرق، ومهارات العروض التقديمية، وإدارة الوقت. ثقافة التطوع كانت لا تزال جديدة في الوقت الذي بدأت فيه رواد بالعمل في بدرس، ولم يكن هنالك الكثير من الشباب المتحمس لإكمال الدراسة. اليوم، تعمل رواد على تمكين 65 شاب وشابة بشكل سنوي من خلال صندوق المنح التعليمية.
قدمت رواد التنمية "تجوال فلسطين" كنشاط شهري يهدف الى تحسين انخراط الشباب في مجتمعاتهم وقراهم، وخدمة مجتمعات وقرى جديدة. من خلال هذه المبادرة يقوم الشباب بالتنقل والسفر الى مناطق جديدة، والتعرف على سكان هذه المناطق، بالإضافة الى قيامهم بنشاطات متعددة مثل تنظيف المنطقة، والزراعة، وتوثيق تاريخ هذه المنطقة. تطبق رواد هذه المبادرة بالشراكة مع "سفر"، وهي مبادرة تم تأسيسها لفلسطين.
كما تم بناء شراكاتٍ مع عدد من مؤسسات الدعم التربوي والتعليمي بغرض تعزيز الدعم للشباب والشابات المستفيدين من المنح. وتشمل الشراكات مؤسسة قطّان للتطوير التربوي، ومركز تامر للتربية المدنية، ووزارة التربية والتعليم، وجامعة بيرزيت.
برنامج تنمية الطفل
بدأ برنامج تنمية الطفل بإنشاء مكتبة تضم أكثر من 1000 كتاب في قرية "بُدرس"، وذلك في مساحة تم التبرع بها. وبعد فترة وجيزة، تم إنشاء مكتبة ثانية في قرية قبية. وضمت المكتبة كتباً في أدب الطفل، وجلسات الفنون الإبداعية، والدعم الأكاديمي، بالإضافة الى تزويد الأطفال بالكتب المفيدة لهم. هذا، ويقدم فريق روّاد والباحثين الدعم النفسي الاجتماعي بشكل دوري للأطفال الذين يعانون من مختلف الآثار الناجمة عن الفقر، والتهميش، والاحتلال الإسرائيلي.
وخلال فصل الصيف، تقدم المخيمات الخدمات لأكثر من 100 طفل، من خلال رواد وبالتعاون مع مؤسسات أخرى في بعض النشاطات. وتوفر المخيمات أنشطة متنوعة بما فيها الأدب والرياضة.
برنامج تمكين المجتمع
تمكنت رواد التنمية من تكوين علاقة قوية مع المجتمعات المحلية في القرى الخمسة، وذلك من خلال العلاقات الإيجابية والتعاونية مع المجالس القروية.
وتعمل المجالس البلدية على تأمين مساحات عمل لفريق رواد، بالإضافة إلى تنسيق اجتماعات مع أفراد المجتمع لمتابعة التقدم الذي يحققه الشباب المستفيدون من المنح داخل المجتمع.
ولا تزال مكونات برنامج تمكين المرأة في مراحلها الأولى في قريتي بُدرس وقبية، مع تركيز البرنامج على تعليم القراءة والكتابة ومحو الأمية، والأنشطة الرياضية.