الأردن - قصتنا
نُسجت الخيوط الأولى لفكرة "روّاد التنمية" عام 2004، وهي وليد فكرة آمن بها فادي غندور، الريادي والمؤسس لشركة أرامكس العالمية، الرائدة في القطاع اللوجستي. يدعم فادي دور القطاع الخاص في دفع عجلة التنمية الاجتماعية المستدامة، مع طاقم إدارة شركة ارامكس وقسم المسؤولية الاجتماعية فيها. وحتى ذلك الوقت، قدّمت أرامكس دعماً مستمراً للمبادرات الريادية الاجتماعية والتعليمية. ومن هذا المنطلق، قام في عام 2005 بتأسيس رواد التنمية، كمؤسسة ترتقي بالمسؤولية المجتمعية لشركة أرامكس لمستويات عليا. وتم التخطيط لدعم المؤسسة من قبل جهاتٍ فاعلة أخرى من القطاع الخاص، وأن يتم من خلالها التركيز على العمل مع المجتمعات ذات الدخل المنخفض، بدلاً من تخصيص الموارد لمختلف المشاريع الفردية، وعلى أن تحمل المؤسسة اسم "روّاد التنمية"- المؤسسة العربية للتنمية المستدامة.
في ربيع عام 2005، تواصلت الجهود لتسجيل "روّاد" وكذلك لشراء وتحديث مبنى، ليصبح مركزاً مجتمعياً في منطقة جبل النظيف في شرق العاصمة عمّان. واتضح لدى جميع العاملين في المبادرة إلى ضرورة تواجد مؤسسة روّاد والقائمين عليها داخل المجتمع، وذلك لكسب ثقة المجتمع بشكل حقيقي ولتصبح ذات أثر أساسي في تلك المنطقة. وتزامُناً مع مرحلة التسجيل، واصل فادي غندور إجراء العديد من اللقاءات والمناقشات مع رجال الأعمال والرياديين ومنظمات المجتمع المدني والناشطين الاجتماعيين من ابرزهم السيد خالد المصري و بنك القاهرة عمان . ونتيجة لذلك، تم التوصل الى تشكيل مجموعة لدعم فريق التأسيس بإدارة فادي غندور ورغدة بطرس- مديرة مؤسسة روّاد التنمية في ذلك الوقت- ومن هنا وُضع حجر الأساس ل "روّاد التنمية".
في أيلول 2005، تعرضت ثلاثة فنادق في العاصمة عمّان، في الوقت نفسه، الى تفجيراتٍ انتحارية إرهابية، وفقد على أثرها أكثر من 60 شخصاً حياتهم. وكان من بين ضحايا الهجمات، رجل الأعمال الأردني مصعب خورما وهو صديقٌ مقربٌ لفادي غندور. بعد ذلك، دعا غندور الى عقد اجتماع مع مجموعة من أصدقائه وشركائه. وقدّم لهم مؤسسة "روّاد التنمية" المُنشأة حديثاً، حيث عرض فِلماً حول المجتمعات وجمع تبرعات لإنشاء صندوق صندوق منح "مصعب خورما"، والذي يشكل الآن اللبنة الأساسية لعمل روّاد مع الشباب والمجتمعات المحلية.
وفي منتصف عام 2006، تطوّعت سمر دودين- المديرة الاقليمية و مديرة البرامج - للعمل مع مؤسسة روّاد، من خلال إقامة منتدى نقاش تفاعلي شبابي لمدة ساعتين أسبوعياً مع طلبة صندوق منح مصعب خورما. هذا، وقد أصبح هذا المنتدى بمثابة نواة برنامج "دردشات" الثقافي، وهو جزء لا يتجزأ من مكونات الإثراء ضمن برنامج تمكين الشباب الحالي. وعلى مدى السنوات الثلاث التالية، شرعت روّاد بمبادرات مختلفة، والتي تطورت لاحقاً لتصبح برامج أساسية.
وبحلول عام 2009، أثبت روّاد التنمية حضوراً قوياً في المجتمع. حيث تم وضع البنية التحتية اللازمة في مكانها كما تم تجهيز الخدمات الأساسية بالشراكة مع القطاع الحكومي والقطاع الخاص. وبعد ذلك، وبالشراكة مع "بيضا العمارين" التعاونية، نقلت رواد نموذج "شمس الجبل" وصندوق منح مصعب خورما إلى منطقة البيضا (البتراء الصغيرة)، وهي بلدة بدوية تقع بالقرب من البتراء. كما قام الشباب المستفيدون من المنح الدراسية بتقديم خدمتهم المجتمعية، وتم إنشاء مكتبة للأطفال بالشراكة مع مؤسسة "آنا ليند" السويدية.
وبين الأعوام 2011 و2013، توسعت روّاد التنمية على المستوى الاقليمي من خلال أرامكس، الشريك الأساسي، ومن خلال شبكة من رجال الأعمال والرياديين.
في عام 2012، توسعت روّاد على المستوى المحلي لتصل الى محافظة الطفيلة الواقعة في جنوب الأردن. حيث تواصلت سلمى المغربي، مؤسِسَة جمعية رؤيانا، مع روّاد التنمية وقامت بتعريف شبكة من الشباب. وعليه، تم إنشاء صندوق صغير لدعم 50 طالب وطالبة لاتمام دراستهم. وفي عام 2013، أطلق المستفيدون من المنح أول نادٍ صيفي بمشاركة 50 طفلٍ من قرية "عيمة" الصغيرة. وفي بداية العام 2014، تم تأسيس مركز مجتمعي في منطقة "القصر"، الواقعة في الطفيلة أيضاً. وبحلول الصيف، كان قد تم الشروع بإقامة ثلاث نوادٍ صيفية: في القصر، وعيمة، وعين البيضا.
ولغرس بذور مستقبل روّاد التنمية، تم التركيز في عامي 2015 و2016 على تعزيز كفاءة العمليات في جبل النظيف والمنطقة المحيطة من خلال تقديم الدعم الفني اللازم في مجالات المتابعة والتقييم، والتعلم المبني على التقصي والتساؤل، والتدريب والدعم الإجتماعي والنفسي.