"عزبة خير الله" وهي واحدة من أكبر المناطق الفقيرة العشوائية في القاهرة، ويسكنها أكثر من نصف مليون شخص. في عام 2009، اطلع فادي غندور على المشاكل التي تواجه سكان "عزبة خير الله"، وفي عام 2011 قامت كل من روّاد وأرامكس بدراسة احتياجات المجتمع وتقييم الإمكانات من أجل تحديد أفضل الطرق لخدمة منطقة "عزبة خير الله". وفي عام 2012، تم افتتاح مركز مجتمعي في العزبة، وتم إنشاء صندوق صغير بدعمٍ من شركة أرامكس في مصر، بهدف توفير فرصة التعليم ل 50 شاباً بشكل سنوي مقابل القيام بخدمة المجتمع المحلي. وتم إنشاء المركز من قبل الشباب أنفسهم، واستمر بالتطوّر الى يومنا هذا. وبحلول عام 2016، بلغ عدد المستفيدين من الصندوق 197 طالباً.
عزبة خيرالله
تمتد عزبة خير الله على مساحة تتجاوز اثنا كيلو متر مربع، بكثافة سكانية تقدر بـ700,000 نسمة. وبالتالي تعتبر العزبة إحدى أكبر المجتمعات العشوائية والأكثرها كثافة سكانية في مصر. في السبعينات، بدأ تدفق المصريون إلى العزبة من مختلف المناطق القروية وضواحي القاهرة بحثاً عن فرص للعمل، وبدأوا ببناء بيوتهم من الخشب والقصدير على السهل الحجري، الذي يعرف اليوم بـ"العزبة".
ويقطن سكان العزبة على أراضي مملوكة للدولة، ومن الجدير بالذكر أنهم طوال هذه المدة يتعرضون للتهديد بإزالة منازلهم. وأدت حالة العزبة "غير القانونية" إلى حرمانها من توفر المرافق الأساسية، مثل المياه والكهرباء والتصريف الصحي. بالتالي، تضافرت جهود السكان المحليين لإيصال المياه والكهرباء للمنطقة.
برنامج تمكين الشباب
يمثل برنامج الشباب البرنامج الأساسي في رواد مصر. وفي كل عام، يتم تقديم 60 منحة دراسية للشباب، الذين يقومون بدورهم بالالتزام بأربع ساعات خدمة مجتمعية في برنامج تنمية الطفل وبرنامج تمكين المجتمع. يتم تدريب الشباب المستفيدين من المنح على منهجيات تنمية الطفل والتعلم المبني على التقصي والتساؤل، ليتمكنوا من اكتساب المهارات اللازمة للعمل مع الأطفال، لغايات تيسير التعلم عن طريق الاستماع المتعاطف. ومن خلال البرنامج، يتقن الشباب مهارات التعليم، لغايات عقد جلسات محو الأمية التي تستهدف الآباء والأمهات.
يشارك الشباب المستفيدون من المنح أيضاً في جلسات البرنامج الإثرائي الأسبوعية "دردشات"، والتي تركز على استكشاف الذات، والآخر، وعلى المواطنة. يقوم الشباب أيضاً بزيارة مساحات ثقافية خارج العزبة، بالإضافة إلى الأماكن الخاصة بالموسيقى والمسرح والفنون اليدوية.
تعمل أرامكس مصر بشكل سنوي على عقد تدريب مكثف لشباب رواد في العزبة، على أخلاقيات العمل، والقيادة، وخدمة العملاء، والريادة.
برنامج تنمية الطفل
تستقبل مكتبة رواد 650 طفل بشكل منتظم، حيث يتم عقد جلسات أدب الطفل، والفنون الإبداعية، وبرامج الدعم الأكاديمي، والنشاطات الرياضية، بالإضافة إلى حصص محو الأمية المكثفة. ومن الجدير بالذكر أن النظام التعليمي الحكومي في مصر يعاني من بعض الضعف. ويتم تصميم وحدات التعلم المبني على التقصي والتساؤل بشكل يتناول المشكلات المجتمعية التي تؤثر سلباً على الأطفال، مثل حمايتهم ضد العنف والإهمال، وتثقيف الأهل والأطفال على أهمية التغذية الجيدة. وفي مختبر تكنولوجيا المعلومات الخاص بالطفل، يتم عقد برامج تهدف إلى تحسين المستوى الأكاديمي، بالإضافة إلى برامج البرمجة والتعلم المرئي.
"سفرني" هي مبادرة تم تأسيسها في مصر، يتم من خلالها تعليم الأطفال وزيادة وعيهم بجغرافية مصر وحضارتها وثقافتها، من خلال اللعب والتقنيات التصورية. ومن خلال هذه المبادرة، يكتسب الأطفال علماً ومعرفة حول الأماكن المختلفة في مصر، والتقاليد، والتاريخ، وذلك باستخدام الألعاب والتمثيل والأفلام والكتابة الإبداعية.
برنامج تمكين المجتمع
يركز برنامج تمكين المجتمع على جلسات محو الأمية التي تستهدف 260 راشد (144 خلال العام 2016) بشكل سنوي. وتشكل النساء من الأحياء القريبة الغالبية المشاركة في هذه الجلسات، الأمر الذي يتيح أيضاً فرصاً لاكتساب مهارات حرفية، وممارسات والدية أفضل، بالإضافة إلى معارف في مجال التغذية. ويعمل الشباب الميسرون على إثراء جلسات محو الأمية عن طريق إدخال مواضيع الصحة الإنجابية، والحقوق المدنية، ومفاهيم التفكير الإيجابي.
وبالشراكة مع أرامكس وشركات مصرية أخرى، يتم إطلاق حملات تهدف إلى تحسين البيئة التي تعاني من التلوث نتيجة البنية التحتية غير السليمة والظروف المعيشية السيئة. ويعمل البرنامج على تيسير مبادرات قصيرة المدى تنبع من مشاريع الخدمة المجتمعية التي ينفذها الشباب.
وتمثل مبادرة "الصرف الصحي" التي تم تنفيذها في العزبة المبادرة الأكبر، حيث هدفت إلى رفع مستوى وعي المجتمع حول الصرف الصحي والتخلص من النفايات وإعادة التدوير وكافة الأمور الأخرى المرتبطة بالصحة والاستدامة البيئية.
