يوم رواد في الطفيلة – جنوب الأردن

1
2
3
4
Aug 20, 2016
عمان

الرحلة إلى جنوب الأردن ليست بالسهلة. على الرغم من تسمية الطفيلة في العصور القديمة "تيفالوس"، والتي تعني "أرض الكروم"، إلا أن أرضها اليوم لم تعد خصبة كما كانت في السابق. يسكن الطفيلة 85,000 نسمة، ومعظمهم أصغر من 25 عاماً، ولا تزال الطفيلة حتى يومنا هذا منطقة غير متطورة في جنوب الأردن.

ويمثل يوم رواد في الطفيلة في 2016 حدثاً مهماً وتتويجاً للعمل الجاد على مدار السنين. تضمن هذا اليوم قصة "أهل الكروم"، احتفالاً بالعمل الجاد والطموح نحو تحقيق مستقبل مزهر لشباب الطفيلة، العالقين بين الاقتصاد المتعثر الذي يفتقر لاستثمارات القطاع الخاص من جهة، والنظام التعليمي الذي يحتاج لإصلاح جدي.
انطلق متطوعو رواد جبل النظيف وضيوف رواد من عمان إلى أول منتزه في الطفيلة، المطل على جبال الطفيلة الخضراء، حيث قام شباب رواد الطفيلة المستفيدين من المنح بتيسير حوار مع الضيوف وقادة المجتمع من المحافظة وممثلي القطاع التعليمي والثقافي. تمحورت النقاشات حول عين البيضا، ورحاب، وعفرا، وضانا، وبصيرة، وقصبة الطفيلة، وتاريخ الطفيلة وسكانها، والفرص والتحديات التي تواجه أهالي الطفيلة.

وقامت المتطوعة هنا من عمان والمتطوع محمد من الطفيلة بتمثيل مشهد يعبر عن التوتر القائم بين العاصمة عمان وجنوب الأردن، وعن جمال الطفيلة المهجور من العمانيين، وإمكانية بناء الجسور بين عمان والجنوب. تخلل المشهد نصوصاً من قصة عبدالرحمن منيف "قصة مدينة"، ونصاً من الأديب سليمان قوابعة تجسد صوت المناطق القروية في الأردن:
" لي معك حاجة ...اترك زوايا المدن المزدحمة وصالات العرض والمزاد العلني... تعال...تعال معي نحرس ما تبقى من نقاء ... لا تضج من تعب المنحدرات والأدغال ... سأحمله عنك وإن اختلفت عليك الأجواء فأنت هارب من الزيف والنفاق..."

على الرغم من جمال النص وقوته للتذكير بجمال الطفيلة الطبيعي، إلا أن المتطوعين الشباب يدركون أن النقاء والجمال غير كافين لمساعدة الطفيلة في تخطي واقعها الاقتصادي الأليم. خلال يوم رواد الطفيلة، شارك المتطوعون في مناقشة في قاعة المدينة حول التحديات التي يوجهها الشباب، والتي تتمحور حول التوظيف وعدم توفر المبادرات الريادية. وركزت مواضيع المناقشة على التطوير الاقتصادي والهجرة المنتظمة إلى العاصمة عمان. وفي نهاية اليوم زار الضيوف مركز رواد المجتمعي الذي يرتاده 50 من الشباب المتطوعين الذين يبذلون جهودهم لتحسين التعلم لدى 150 طفل، ويطلقون 15 مبادرة مجتمعية بشكل سنوي.
وتخطت روح يوم رواد الطفيلة حواجز المكان والخلفية والهوية، الأمر الذي يجسد التزام رواد بخلق مجتمعات تحترم التعددية والتنوع. منذ التأسيس في الطفيلة عام 2013، تمكنا في رواد من تمكين 159 من الشباب من خلال المنح الدراسية. ويستمر العمل على تنظيم الشباب بدعم مجموعة من الرياديين والمؤسسات، وأهمها أرامكس، وبنك القاهرة عمان، وجمعية رؤيانا.

إبقى على تواصل

اعلى